المشاركات

عرض المشاركات من 2019

«دموع وسياط وطبيب».. شهود على «خطاب لعين!»

صورة
انقضت ساعات العمل.. وانصرف الموظفون والعمال، إلا القليل. عاد الهدوء إلى المبنى، لا صوت يعلو فوق «دقات قلبي» و«أنين روحي». الوقت مناسب لكتابة «الخطاب» الذي أوصتني الطبيبة به، كل ما أحتاجه بعض الهدوء وكوب شاي دافيء، أغلقت باب المكتب بالمفتاح من الداخل، حتى إذا مر أحدهم صدفة ظن أنه مغلقا، لن أسمح لأحد أن يوقفني أو يقاطعني، ولكن ماذا أفعل في هذا الصوت بداخلي؟. سأعمل بنصائح الطبيبة، وأمارس «تمرين العد»، واحد، اثنان، ثلاثة.. عزيزتي «منى».. لا. يحتاج الخطاب إلى بداية أخرى، واختيار كلمة أفضل وأروع من «عزيزتي»، تلك التي اعتدت كتابتها لها في بعض خطاباتي السابقة، إذن سأضع المقدمة بعد الانتهاء من الكتابة.   مرت سنوات على آخر خطاب لكِ، لا أتذكر على أي ورق أو عملة نقدية كتبت: «أحبك»، وحولها بعض القلوب، فقد فعلت منذ زمن بعيد. ها هي تلملم أغراضها استعدادا للنزول من عملها. أنا أيضا تركت بعض الأوراق الهامة وعلبة سجائر « Marlboro»، كنت اشتريتها قبل 10 دقائق، فوق المكتب، وأسرعت لمغادرة المبنى، موعدنا في السادسة مساء. هناك في ميدان عبد المنعم رياض بمنطقة وسط القاهرة، كان لق...

«فراق اضطراري».. وعطر يسري في دمي!

صورة
داخل غرفة ضيقة في نهاية الطَّرْقَةُ يقع مكتبي .. كان الطريق إلى المكتب مزدحما، رئيس الهيئة والموظفون وعمال النظافة والبوفيه .! الجميع يربت على أكتافنا .. ينظرون إلينا كأننا عائدون للتو من الموت .! «الحمد لله على سلامتكم جميعا».. قالها رئيس الهيئة، وانصرف .. سألني «محمد» زميلي في المكتب: «هل أنت بخير؟». أخبرته أن المصعد توقف بنا بين طابقين، وأن لا شيء يخيف الإنسان أكثر من الموت داخل «أسانسير معطل». قال «محمد»: المهم أنك كويس، وبخير . عدت لأخبره: ولكني لم أخف الموت أو أهابه .! نظر إليّ زميلي، وسألني بدهشة: كيف؟ قلت: كانت هنا، تضحك بصوت مرتفع، تتمايل نحوي، تقترب بهدوء .. تمسك يدي، تعانق أناملها أناملي،  تهمس في أذني: «أحبك»، أتنفس عطرها، ينفذ إلى داخل جسدي، أمد يدي لأعانقها، تعطل المصعد فجأة، فخافت، وهربت! . تعالت أصوات صراخ ركاب الأسانسير، وأنا أصرخ معهم، كانت صرخاتهم خوفا من سقوط المصعد والموت داخل مبنى متهالك، وكانت صرخاتي حزنا ...