improve alexa rank «دموع وسياط وطبيب».. شهود على «خطاب لعين!» -->
ومن الحب ما قتل ومن الحب ما قتل

recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

«دموع وسياط وطبيب».. شهود على «خطاب لعين!»

انقضت ساعات العمل..

وانصرف الموظفون والعمال، إلا القليل.

عاد الهدوء إلى المبنى، لا صوت يعلو فوق «دقات قلبي» و«أنين روحي».

الوقت مناسب لكتابة «الخطاب» الذي أوصتني الطبيبة به، كل ما أحتاجه بعض الهدوء وكوب شاي دافيء، أغلقت باب المكتب بالمفتاح من الداخل، حتى إذا مر أحدهم صدفة ظن أنه مغلقا، لن أسمح لأحد أن يوقفني أو يقاطعني، ولكن ماذا أفعل في هذا الصوت بداخلي؟.



سأعمل بنصائح الطبيبة، وأمارس «تمرين العد»، واحد، اثنان، ثلاثة..

عزيزتي «منى».. لا.

يحتاج الخطاب إلى بداية أخرى، واختيار كلمة أفضل وأروع من «عزيزتي»، تلك التي اعتدت كتابتها لها في بعض خطاباتي السابقة، إذن سأضع المقدمة بعد الانتهاء من الكتابة.

 مرت سنوات على آخر خطاب لكِ، لا أتذكر على أي ورق أو عملة نقدية كتبت: «أحبك»، وحولها بعض القلوب، فقد فعلت منذ زمن بعيد.


ها هي تلملم أغراضها استعدادا للنزول من عملها.

أنا أيضا تركت بعض الأوراق الهامة وعلبة سجائر «Marlboro»، كنت اشتريتها قبل 10 دقائق، فوق المكتب، وأسرعت لمغادرة المبنى، موعدنا في السادسة مساء.

هناك في ميدان عبد المنعم رياض بمنطقة وسط القاهرة، كان لقائنا الأول.

لا.

يستدعي عقلي أشياء من الماضي، يحاول إيقافي وتعطيلي كالعادة، أصبح تجاهل ماضينا أمرا صعبا، حتى وأنا أكتب لها تتراقص تلك الأفكار فوق الورق!.

سأتابع التمرين، واحد، اثنان، ثلاثة..

أرى الآن الأشياء بوضوح، أدرك أن المرض فتك بي، تمكن مني، أصابني في العقل والقلب، أصبحت مدمنا!.

لا تغضبي كعادتك، لا تصرخي في وجهي كطفل تحاولين تعديل سلوكه، قبل سنوات، كنا في غرفة الطبيب، أتذكرين؟، عندما أخبرك بكل شيء، قال بهدوء: إن صديقك مريض، أدمن حبك، تمكن العطب منه فأصابه باكتئاب شديد، ويحتاج إلى علاج.

لم يكتف، وعاد ليسألك: هل تقدمين المساعدة؟.

كانت دموعك شاهدة على ثلاثتنا، لم أهتم لكلام الطبيب عن طبيعة شكوتى، دق قلبي بقوة، وارتفع صوته، حاول القفز من صدري ليضمك إلى حجراته الصغيرة، نظرت إلى وجهك، وانتظرت ردك، لا شيء في الدنيا كلها «يهم» رجلا مثلي سوى إجابتك!، تلك التي كانت أشبه بـ«ضربات سوط» تلقاها قلبي!.

نظرات الطبيب أيضا كانت مؤلمة، لم يتوقع أن تصعقه كلمات مثل كلماتك، نظر إليك بعد أن ظهرت على وجهه كل علامات الاستغراب، عاد ليكرر سؤاله بطريقة أخرى: ألا يستحق هذا الرجل الذي يجلس معنا المساعدة؟، هل توجد فرصة إخرى لتمدي له يدك لمحاولة إنقاذه؟، لم يختلف ردك عن سابقه في المرة الأولى، تركنا الطبيب ودهشته في غرفة الكشف معا، وانصرفنا، كلا منا في طريق!.

تركت القلم للحظات، نظرت إلى كوب الشاي الذي فقد سخونته بعد مرور ساعة من إعداده، لم أستطع ابتلاعه، قررت مغادرة المبنى سريعا قبل أن أختنق، اختفى الأوكسجين فجأة، سرت في الطرقات أبحث عن هواء لأتنفس وأعيش.

فقط أعيش لأنتهي من هذا «الخطاب اللعين» قبل التوجه للطبيبة الثلاثاء المقبل.



 



 









عن الكاتب
فاروق الدسوقي صحفي



إتصل بنا

الساعة الآن

ModyTech

جميع الحقوق محفوظة لـ

ومن الحب ما قتل

2019