improve alexa rank «فراق اضطراري».. وعطر يسري في دمي! -->
ومن الحب ما قتل ومن الحب ما قتل

recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

«فراق اضطراري».. وعطر يسري في دمي!

داخل غرفة ضيقة في نهاية الطَّرْقَةُ يقع مكتبي..

كان الطريق إلى المكتب مزدحما، رئيس الهيئة والموظفون وعمال النظافة والبوفيه.!

الجميع يربت على أكتافنا..

ينظرون إلينا كأننا عائدون للتو من الموت.!



«الحمد لله على سلامتكم جميعا».. قالها رئيس الهيئة، وانصرف..

سألني «محمد» زميلي في المكتب: «هل أنت بخير؟».

أخبرته أن المصعد توقف بنا بين طابقين، وأن لا شيء يخيف الإنسان أكثر من الموت داخل «أسانسير معطل».

قال «محمد»: المهم أنك كويس، وبخير.

عدت لأخبره: ولكني لم أخف الموت أو أهابه.!

نظر إليّ زميلي، وسألني بدهشة: كيف؟

قلت: كانت هنا، تضحك بصوت مرتفع، تتمايل نحوي، تقترب بهدوء..

تمسك يدي، تعانق أناملها أناملي،  تهمس في أذني: «أحبك»، أتنفس عطرها، ينفذ إلى داخل جسدي، أمد يدي لأعانقها، تعطل المصعد فجأة، فخافت، وهربت!.

تعالت أصوات صراخ ركاب الأسانسير، وأنا أصرخ معهم، كانت صرخاتهم خوفا من سقوط المصعد والموت داخل مبنى متهالك، وكانت صرخاتي حزنا على «عناق لم يكتمل» وفراق اضطراري، وعطر لا يزال يسري في دمي.

قال: وأين ذهبت يا صديقي؟ كيف هربت من مصعد محتجز بين طابقين؟

قلت: هي لم تركب المصعد أبدا، ولكنها هنا دائما، وأشرت إلى قلبي، وانصرفت .!

ماذا فعلت؟

بالتأكيد يتحدث صديقي إلى نفسه الآن..

قد ينعتني بالجنون..

سأعود إليه بعد دقائق، وأقول له: «كنت أمازحك، هل صدقتني؟»..

لا..

سأنتظره داخل المكتب، ربما لا يصدقني إذا طارته في طرقات المبنى لأقنعه أنها كانت «مجرد مزحة»، ولكنها لم تكن مزحة، وأنا لا أعرف كيف أكذب؟، سيعلم صديقي في النهاية أنني أحاول خداعه، فرائحتها تفوح من ملابسي.

ولكن.. لماذا يحدث كل هذا؟

أخبرني الطبيب أنها «نوع فاخر» من المخدرات، تعاطيته على مر سنوات، حتى بات يسري في دمي، ولا أستطيع الاستغناء عنه، ولكنه قال إنني يمكن أن أتخلص منه إذا التزمت بالدواء.

تذكرت «خطاب نانسي»، نعم.. أظن أنه حان وقت كتابة الخطاب الذي طلبته الطبيبة نانسي، سأفعل، بعد انتهاء ساعات العمل.











عن الكاتب
فاروق الدسوقي صحفي



إتصل بنا

الساعة الآن

ModyTech

جميع الحقوق محفوظة لـ

ومن الحب ما قتل

2019