«فراق اضطراري».. وعطر يسري في دمي!

داخل غرفة ضيقة في نهاية الطَّرْقَةُ يقع مكتبي .. كان الطريق إلى المكتب مزدحما، رئيس الهيئة والموظفون وعمال النظافة والبوفيه .! الجميع يربت على أكتافنا .. ينظرون إلينا كأننا عائدون للتو من الموت .! «الحمد لله على سلامتكم جميعا».. قالها رئيس الهيئة، وانصرف .. سألني «محمد» زميلي في المكتب: «هل أنت بخير؟». أخبرته أن المصعد توقف بنا بين طابقين، وأن لا شيء يخيف الإنسان أكثر من الموت داخل «أسانسير معطل». قال «محمد»: المهم أنك كويس، وبخير . عدت لأخبره: ولكني لم أخف الموت أو أهابه .! نظر إليّ زميلي، وسألني بدهشة: كيف؟ قلت: كانت هنا، تضحك بصوت مرتفع، تتمايل نحوي، تقترب بهدوء .. تمسك يدي، تعانق أناملها أناملي، تهمس في أذني: «أحبك»، أتنفس عطرها، ينفذ إلى داخل جسدي، أمد يدي لأعانقها، تعطل المصعد فجأة، فخافت، وهربت! . تعالت أصوات صراخ ركاب الأسانسير، وأنا أصرخ معهم، كانت صرخاتهم خوفا من سقوط المصعد والموت داخل مبنى متهالك، وكانت صرخاتي حزنا ...