المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, 2025

فاروق الدسوقي يكتب: حين يصبح الانتقام «لعنة».. دروس من فيلم The Prestige

صورة
تخيل نفسك الآن جالسًا داخل مسرح كبير مظلم، ترتفع الستارة بهدوء لتعلن بداية العرض، وجمهور يترقب في صمت. على الخشبة، لا سحر حقيقيًا، بل خدع وأسرار.. وفي وسط المسرح، يقف روبرت أنجير الساحر المعروف بـ«دانتون العظيم» داخل آلة غريبة، مخيفة.. يلمح الجمهور لحظة دخوله، ثم يختفي فجأة ليظهر على الجانب الآخر من المسرح.. ويصفق الحضور بانبهار بالغ ودهشة. أما صديقه القديم ألفريد بوردن، فيقف مذهولاً أمام ما يحدث. لم تمضِ أيام حتى يُتهم بوردن بقتل أنجير، ويُزج به في السجن، ثم يُقاد إلى حبل المشنقة، وكل ذلك لم يكن إلا جزءا من انتقام أنجير المدبر بعناية. الكاتب الصحفي فاروق الدسوقي يحكي فيلم الغموض The Prestige «الهيبة»، الذي أخرجه كريستوفر نولان ببراعة فريدة، قصة خصومة شديدة بين روبرت أنجير وألفريد بوردن، ساحرين شابين في لندن في أواخر القرن التاسع عشر، ليكشف الجانب المظلم في النفس البشرية حين يتحوّل التنافس إلى هوس، والعداء إلى لعنة. كانا صديقين، يتشاركان شغف الخدع المسرحية، ويتقاسمان دهشة الجمهور، حتى جاءت ليلة غيّرت كل شيء.. في أحد العروض، يُنفذان خدعة الهروب من الماء، تدخل زوجة أنجير إلى صندوق زجاجي...

فاروق الدسوقي يكتب: الوقوع في حب مدرسة سناء منصور

صورة
إذا بدأتَ في قراءة هذه السطور، فاعلم أنك أمام تجربة ليست عابرة، بل حيال سيدة اختزلت في حضورها تاريخًا كاملًا من الإعلام.. سناء منصور، التي لا يكفيها وصف «القديرة» أو «الاستثنائية»، وإنما تتجاوز كل الألقاب النبيلة، لتُصبح ذاتها عنوانًا لكل ما هو راقٍ ومحترف وإنساني. «القديرة».. لقب يُمنح لمن يستحقه، ورتبة شرف ينالها القلائل، نطلقه نحن الصحفيين على سناء منصور، لأنها استحقته بجدارة، فقد جعلت من الإعلام رسالة، قبل أن يكون وظيفة، من المصداقية عقيدة، لا اختيارًا، ومن الاحترام قاعدة دون استثناء. الكاتب الصحفي فاروق الدسوقي أتقنت عملها طوال حياتها المهنية الحافلة بالعطاء والإبداع، والمؤثرة في المشهد الإعلامي والتليفزيوني، كان أداؤها صادقًا، مهنيًا، مشبعًا بالوعي، ثابتًا في مواقفه، نقيًا في منطقه، راقيًا في صورته. أما «الاستثنائية».. فهو وصف لكل موهبة نادرة، مثل موهبتها الفريدة الحاضرة في الذاكرة والوجدان، بطلّتها الأنيقة، وصوتها الهادئ، ورقيها في التعامل، واحترافيتها التي تفرض احترامها على الجميع. تبوأت عرش العمل الإعلامي بكل ثبات وصدق واحترام، فموهبتها لا تُصنّف ضمن المألوف، لكنها تُعد من الن...

فاروق الدسوقي يكتب: رسالة إلى نقيب الصحفيين.. لماذا لم تأتِ؟

صورة
مرّت سبعة أيام كاملة منذ حفل تأبين شقيقي الأكبر، الكاتب الصحفي الراحل محمد الدسوقي، ولا تزال في القلب غُصَّة، وسؤال معلق بلا إجابة. لم أتمنَ الكثير في تلك الأيام، فقط كنت أنتظر مكالمة هاتفية أو حتى رسالة نصية، بأي وسيلة من وسائل التواصل، من خالد البلشي، نقيب الصحفيين، يوضح فيها سبب غيابه عن حفل التأبين، كلمة بسيطة تشرح، تعتذر، توضح.. أو حتى تواسي.. لكن الصمت ظل سيد الموقف. الكاتب الصحفي فاروق الدسوقي لم أكن أنتظر من النقيب خُطبة، أو كلمة تُلقى على منصة.. كل ما كنت أرجوه هو حضور إنساني، نظرة احترام، لحظة صامتة تُعيد الاعتبار لرجل عاش حياته في خدمة هذه المهنة، وأخلص للنقابة كما لو كانت بيته، لم يكن الأمر أكثر من واجب مهني وأخلاقي، لكن النقيب لم يأتِ، وظل مقعده خاليًا في قاعة ملأها الحزن، ووجوه أثقلها الفقد. غياب «البلشي» لم يكن مجرد غياب فرد، بل كان غيابًا لمعنى، غيابًا لقيمة الوفاء، التي كنا نأمل أن تتجسَّد في لحظة وداع لرجل لم يكن مجرد كاتب صحفي، بل قامة مهنية، ومُعلّمًا لأجيالٍ لم يبخل عليهم بعلمه أو وقته. حفل تأبين الكاتب الصحفي الكبير محمد الدسوقي في مقر النقابة، كان يجلس «الدسوقي» ...