مرّت سبعة أيام كاملة منذ حفل تأبين شقيقي الأكبر، الكاتب الصحفي الراحل محمد الدسوقي، ولا تزال في القلب غُصَّة، وسؤال معلق بلا إجابة. لم أتمنَ الكثير في تلك الأيام، فقط كنت أنتظر مكالمة هاتفية أو حتى رسالة نصية، بأي وسيلة من وسائل التواصل، من خالد البلشي، نقيب الصحفيين، يوضح فيها سبب غيابه عن حفل التأبين، كلمة بسيطة تشرح، تعتذر، توضح.. أو حتى تواسي.. لكن الصمت ظل سيد الموقف. الكاتب الصحفي فاروق الدسوقي لم أكن أنتظر من النقيب خُطبة، أو كلمة تُلقى على منصة.. كل ما كنت أرجوه هو حضور إنساني، نظرة احترام، لحظة صامتة تُعيد الاعتبار لرجل عاش حياته في خدمة هذه المهنة، وأخلص للنقابة كما لو كانت بيته، لم يكن الأمر أكثر من واجب مهني وأخلاقي، لكن النقيب لم يأتِ، وظل مقعده خاليًا في قاعة ملأها الحزن، ووجوه أثقلها الفقد. غياب «البلشي» لم يكن مجرد غياب فرد، بل كان غيابًا لمعنى، غيابًا لقيمة الوفاء، التي كنا نأمل أن تتجسَّد في لحظة وداع لرجل لم يكن مجرد كاتب صحفي، بل قامة مهنية، ومُعلّمًا لأجيالٍ لم يبخل عليهم بعلمه أو وقته. حفل تأبين الكاتب الصحفي الكبير محمد الدسوقي في مقر النقابة، كان يجلس «الدسوقي» ...
تعليقات