المشاركات

عرض المشاركات من 2023

فاروق الدسوقي يكتب: نعرف الحل.. ولا نفعله!

صورة
أليس منكم «سوار ذهب» جديد؟.. لم يكن سؤالاً عابراً طرحته في مقالي السابق على أهلنا في السودان، بسبب الصراع القائم في البلاد بين قوات الجيش وميليشيا «الدعم السريع»، راح ضحيته نحو ٩ آلاف قتيل، وأدى لنزوح ما يزيد على 5 ملايين إنسان داخل البلاد وخارجها.. لكنه كان «حلماً وأمنية» بأن تتبدد الخلافات والصراعات الدائرة في عدد من الدول العربية قبل أن تتمزق أكثر وأكثر. سوار الذهب ربما تسألني الآن، وأنت تقرأ السطور السابقة، ولماذا «سوار ذهب» جديد؟ وكيف نصنعه؟ أقول لك إن الجنرال الراحل عبدالرحمن سوار الذهب، الرئيس السوداني الأسبق، عاش حياته يؤمن بأن القوة الحقيقية لأي دولة تتمثل في وحدتها، وأن الحفاظ على استقرار أي دولة، ووحدتها، وفي مقدمتها السودان «قضية مصيرية» من أجل الحفاظ على سلامة البلاد.. أدرك الجنرال الذهبي أهمية وحدة الأوطان، وقال في تصريحات صحفية، ذات يوم، إنه يوافق أن يتولى شخص مسيحي رئاسة بلاده شرط استمرار وحدتها. تحدث «سوار الذهب» أيضاً عن الأوضاع في فلسطين، قبل عشرين عاماً، وقال إن ما تقوم به إسرائيل لا يستطيع أن يفهمه أي إنسان، وإن الولايات المتحدة الأمريكية تقف خلفها، وتساءل: هل ...

فاروق الدسوقي يكتب: أليس منكم «سوار ذهب» جديد؟!

صورة
  هل كان المفكر الإسلامي الراحل، الجنرال « عبدالرحمن سوار الذهب » الرئيس السوداني الأسبق، يتنبأ بالمستقبل، يعرف القادم، ويطّلع على أسرار الغد؟ وهل كانت خلفيته العسكرية سبباً في صدق توقعاته؟ عشرون عاماً مرت على لقائنا «الأول والأخير» داخل أحد فنادق القاهرة، حين جلست أحاوره، في فبراير 2004، عن الأوضاع في مختلف الديار العربية والإسلامية، خاصة السودان الشقيق، وإحياء النزاعات بين شماله وجنوبه، فحذّر الرجل الذى أفنى حياته في خدمة الوطن، بشكل عام، من شتات العرب والمسلمين في مختلف البلدان، كأنه يعرف أن شعوباً عربية كثيرة سوف تهاجر من أوطانها، بسبب النزاعات والصراعات فيها. (1) تحذير قديم وتطرّق الرجل بشكل خاص إلى الأوضاع في السودان الشقيق، والنزاع القائم حينها بين الشمال والجنوب، ووصفه بـ«القضية المعقدة» التى تحتاج جهوداً ضخمة، قائلاً: إن انفصال الجنوبيين «أمر خطير» يدعو الجميع إلى مساعدة السودان حتى يحتفظ بهذا الجزء الأصيل داخل حدوده، لأنه يشكل ثلث مساحة البلاد وأغنى جزء فيه، لذلك ينبغي أن يبقى هذا الجزء الغالي داخل السودان، وأن هذا لن يتحقق إلا إذا كان هناك دعم وتنمية واسعة فيه تُقنع الجن...

فاروق الدسوقي يكتب: 20 دقيقة في حضرة «سوار الذهب»

صورة
قادتنى «الصدفة» إلى حضرته، جاء من بلاده القريبة من مصر فى المسافة والمكانة والحضارة والمحبة، ليشارك فى أحد المؤتمرات الدينية بالقاهرة، اقتربت منه أترقب الحصول على فرصة للحديث معه، توقف «الرجل الشامخ» عن الكلام لأكثر من 10 سنوات، يرفض بشدة إجراء أى حوارات صحفية، وكأنه قال «كلمته الأخيرة» قبل هذه السنوات العشر، وقرر بعدها الصمت. ضُجّت قاعة المؤتمر بالحضور، عشرات العلماء والمفكرين جاءوا من مختلف دول العالم العربى والإسلامى، ليبحثوا سبل النهوض بالأمة، يقف بينهم بعظمته، وكبريائه، وبشرته السمراء التى تشبه طمى النيل شريان حياة بلادى وبلاده، فى مشهد لم يتكرر فى حياتى، فمن منا قد يقوده القدر إلى «حضرة» المشير عبدالرحمن سوار الذهب ، الرئيس الأسبق لدولة السودان الشقيقة.. فمثله يأتى مرة واحدة. الجنرال المشير عبد الرحمن سوار الذهب عاش « سوار الذهب » حياته كلها يسعى لإحلال السلام بين العديد من الدول والقبائل من خلال عضويته فى مجلس القمة للسلام، الذى يضمُّ كثيراً من رؤساء ووزراء سابقين، وشخصيات عالمية بارزة. وهو أحد أبرز المفكرين الذين أسهموا فى معالجة القضايا الإسلامية، شارك فى العديد من المؤتمرات و...

فاروق الدسوقي يكتب: «حكاية ربانية» يعرفها «أبوسكينة»

صورة
  هل قرأت عنوان هذا المقال جيداً؟، وتريد أن تعرف تلك «الحكاية الربانية» التى يعرفها الدكتور مرسى أبوسكينة، العالم الجليل، الذى مثّل مصر فى العديد من المؤتمرات العلمية والدولية حول الكيمياء، وكشف عام 1991 عن مافيا دولية كانت تنوى استغلاله فى بعض المسائل المتعلقة بـ«القنبلة النووية»، فأبلغ أمن الدولة فوراً. فى عام 2006، أُلقى القبض على الدكتور مرسى مسعود أبوسكينة، الأستاذ المتفرغ فى كلية العلوم بجامعة طنطا، تنفيذاً لحكم قضائى صدر ضده بالسجن المؤبد «غيابياً»، لاتهامه بالشروع فى قتل مزارع ونجله، وإصابتهما بأعيرة نارية فى دمنهور، بعد خلافهم على قطعة أرض اشتراها الدكتور «أبوسكينة»، فى منطقة الكثبان الرملية بالبحيرة منهما، وجرى ترحيله إلى السجن. إلى هنا، لم تكن الحكاية بدأت بعد، ففى إحدى ليالى شهر رمضان الكريم، عام 2006، أخبرنى صديق عن قصته، وأقسم لى أنه برىء، وترك لى أوراق القضية، ورقم تليفون نجله وانصرف، لكن عقلى لم يتقبل رواية صديقى، وثقته فى براءة الدكتور أبوسكينة، فكيف لمتهم صدر ضده حكم بالمؤبد أن يكون بريئاً؟، ما دفعنى إلى إلقاء الأوراق فى درج مكتبى وعدم الاهتمام بقضيته. بعدها بأيام...

فاروق الدسوقي يكتب: من «بارليف» لـ«العلمين».. مصر تقهر «الأساطير»

صورة
كانت الساعة تقترب من الحادية عشر مساء الإثنين 21 أغسطس عام 2006، عندما فاجئني صديقي العزيز محمد الهواري، بسؤال عبر رسالة نصية على هاتفي المحمول: «قريت قصتي عن الألغام النهاردة؟».. وفي مساء اليوم التالي جمعنا لقاء على إحدى مقاهي وسط البلد، ليكرر سؤاله للمرة الثانية، ويدور بيننا نقاش طويل حول قصته الصحفية حول علماء مصريين ابتكروا طريقة لنزع الألغام باستخدام نباتات مهندسة وراثياً، ومدى قدرة تلك النباتات على تحديد أماكن الألغام، واختراق هيكلها المعدني والبلاستيكي، إضافة إلى اكتشاف نوع من البكتيريا يساعد على إبطال مفعول المادة المتفجرة TNT. تفاؤل «الهواري» وابتسامته خلال حديثه عن اقتراب حل مشكلة الألغام المزروعة في أراضي تمثل 22% من إجمالي مساحة مصر، كان "أمرا غريبا" بالنسبة لي، فمن أين أتى بهذا التفاؤل الذي ظهر على ملامح وجهه؟، خاصة أن مصر تتصدر المرتبة الأولى في قائمة الدول المتضررة من الألغام الأرضية، ويقدر الخبراء عددها بما يزيد 20 مليون لغم، وتصل تكلفة نزع اللغم الواحد لـ 2000 دولار أمريكي وقتها، فهل نقضي عليها بـ«شوية نباتات»!.. كان حديث «الهواري» أشبه بحلم، سوف نستيقظ منه ...