improve alexa rank نعرف الحل.. ولا نفعله! -->
ومن الحب ما قتل ومن الحب ما قتل

recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

نعرف الحل.. ولا نفعله!

 أليس منكم «سوار ذهب» جديد؟.. لم يكن سؤالاً عابراً طرحته في مقالي السابق على أهلنا في السودان، بسبب الصراع القائم في البلاد بين قوات الجيش وميليشيا «الدعم السريع»، راح ضحيته نحو ٩ آلاف قتيل، وأدى لنزوح ما يزيد على 5 ملايين إنسان داخل البلاد وخارجها.. لكنه كان «حلماً وأمنية» بأن تتبدد الخلافات والصراعات الدائرة في عدد من الدول العربية قبل أن تتمزق أكثر وأكثر.

سوار الذهب

ربما تسألني الآن، وأنت تقرأ السطور السابقة، ولماذا «سوار ذهب» جديد؟ وكيف نصنعه؟

أقول لك إن الجنرال الراحل عبدالرحمن سوار الذهب، الرئيس السوداني الأسبق، عاش حياته يؤمن بأن القوة الحقيقية لأي دولة تتمثل في وحدتها، وأن الحفاظ على استقرار أي دولة، ووحدتها، وفي مقدمتها السودان «قضية مصيرية» من أجل الحفاظ على سلامة البلاد.. أدرك الجنرال الذهبي أهمية وحدة الأوطان، وقال في تصريحات صحفية، ذات يوم، إنه يوافق أن يتولى شخص مسيحي رئاسة بلاده شرط استمرار وحدتها.

تحدث «سوار الذهب» أيضاً عن الأوضاع في فلسطين، قبل عشرين عاماً، وقال إن ما تقوم به إسرائيل لا يستطيع أن يفهمه أي إنسان، وإن الولايات المتحدة الأمريكية تقف خلفها، وتساءل: هل يتعظ العرب ويوحدون جهودهم، ويأخذون الأمر على محمل الجد حتى نصل إلى حل؟

كان «سوار الذهب» يدرك مخطط تمزيق السودان منذ اللحظة الأولى، وحذر دائماً من انفصال جنوب السودان عن شماله، مؤكداً أن أمريكا وإسرائيل وبعض الدول الغربية وراء هذه المؤامرة الخبيثة، ولم يكتف الرجل الحكيم بتلك التحذيرات، بل أكد أن إسرائيل تريد إشعال الحروب باستمرار في العالم العربي، خاصة السودان، بهدف تفتيته، والتضييق على بعض دول الجوار، وفي مقدمتها مصر الحبيبة.

ما يحدث في فلسطين الآن من عدوان إسرائيلي غاشم على قطاع غزة، وجرائم حرب يرتكبها الاحتلال في حق الفلسطينيين، وقصف المساجد والكنائس والمستشفيات والمدارس، وتلك الإبادة الجماعية لشعبنا الصامد هناك، ومحاولات تهجيره القسري خارج وطنه وأرضه، ما هو إلا محاولة خبيثة أخرى لتصفية القضية الفلسطينية.

ما يحدث في اليمن من حرب أهلية بين جماعة الحوثي والحكومة الشرعية أودت بحياة عشرات الآلاف حتى الآن، وتسببت في خلق أكبر أزمة إنسانية في العالم، حيث أصبح نحو 14 مليون شخص يواجهون خطر المجاعة، بحاجة إلى سوار ذهب جديد حتى تتوقف تلك المأساة الإنسانية.

ما يحدث في ليبيا التي لم تشهد أي استقرار منذ الإطاحة بزعيمها معمر القذافي، حتى أصبحت ساحة للصراع بين الميليشيات المتنافسة على السلطة، والتي تعاني انقساماً وطنياً منذ عام 2014 منقسمة إلى معسكرين متناحرين، ففي العاصمة طرابلس تسيطر حكومة الوحدة الوطنية المتحالفة مع الجماعات المسلحة، على نصف ليبيا الغربي، مقابل سلطة الجنرال خليفة حفتر، ومجلس النواب برئاسة المستشار عقيلة صالح شرق البلاد، أيضاً بحاجة إلى سوار ذهب جديد يعيد بناء وحدة ليبيا، ويجمع شمل أبنائها.

ما يحدث في سوريا، وتحول الانتفاضة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى حرب أهلية دامية، خلفت مئات الآلاف من القتلى، ودمرت مدن سوريا العامرة، ونشرت الفوضى والموت في البلاد، وفاقمت أحوال الناس، وصنعت منظمات إرهابية مثل «داعش وجبهة النصرة»، بحاجة إلى سوار ذهب جديد يعيد الأمل إلى النفوس اليائسة في دمشق.

ختاماً: ألا تستدعي أحداث غزة المروعة، وكل هذه الحروب بين أبناء الوطن الواحد صناعة «سوار ذهب» جديد، يؤمن بوحدة الأوطان، يسعى لنبذ الخلافات، ويجمع شمل الدول العربية، من أجل كلمة سواء، هي الحفاظ على أمن واستقرار وطننا العربي الكبير، وردع من تسول له نفسه المساس بالكرامة والحقوق العربية؟.. نحن أمة تعرف الحل.. ولا تفعله!


عن الكاتب
فاروق الدسوقي صحفي



إتصل بنا

الساعة الآن

ModyTech

جميع الحقوق محفوظة لـ

ومن الحب ما قتل

2019