المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, 2025

فاروق الدسوقي يكتب: رسالة إلى أنغام.. حين يُصبح صوتكِ دواءً

صورة
  في ليالٍ طويلة ، عندما كانت تضيق بي الأرض، ويُطبق الصمت على صدري، كان صوتكِ يناديني: «ونفضل نرقص، نرقص، نرقص لما العالم يفنى ويخلص»، وكأنكِ تذكرينني بأن للحياة وجهًا آخر غير الحزن. كنتِ تأتين في اللحظة الأخيرة، حين ي كاد اليأس أن يُحكم قبضته وينتصر عليّ، تهمسين لي بأمل جديد: «أنا وإنت حالة خاصة جداً، حالة مش موجودة فعلاً، ومفيش في حياتنا أصلاً، يا حبيبي عذاب»، كأنكِ تعديني بأن الغد سيكون أجمل، وأن الألم ليس قدري الأخير. وفي لحظات الانكسار وخيباتي الكبرى، كان صوتكِ يعلو في أذني: «أنا عايزة نفسي، حتى لو كل اللي باقي منها صوت، ما أنا لو هكمل حياتي بيك، من غير ما ييجي الموت، هموت»، كأنكِ تبوحين بما يجول في خاطري، بصوتٍ يمتلك قدرة عجيبة على تهدئة الوجع، وجعل الألم أقل حدّة. الكاتب الصحفي فاروق الدسوقي كم يوما ظننتُ فيها أن الحكايات انطفأت، ونامت على أعتاب الخذلان، وصار  الحبّ زائرًا مؤقتًا، فجاءت كلماتكِ لتوقظ الحلم: «حلمت تشوفني بالطرحة، ولون قلبي على الفستان، بجد هموت من الفرحة، طب احكي كمان، عن الأيام وعن بُكره، وعن كل اللي بحلم بيه، وبيت فوق السحاب نبنيه ونسكن فيه»، لتُعيدي ا...

فاروق الدسوقي يكتب: إذا منحك الله الرفق واللين.. فأنت فرانك كابريو

صورة
لماذا اندهشنا حين رأينا قلوب الناس تنهال بالدعاء للقاضي فرانك كابريو، المعروف بالقاضي الرحيم، عقب وفاته، وكأنه وليٌّ صالح أو شيخٌ جليل؟ كيف تحوّلت جلساته القضائية إلى رسائلَ إنسانيةٍ عابرةٍ للحدود، يتداولها الناس في الشرق والغرب، ويدعون له كما لو كان إمامًا أو عالِمَ دين؟ أكان سرّه في تلك الابتسامة التي سجّلتها الكاميرات، وهو يبحث عن عذرٍ للرحمة أكثرَ ممّا يبحث عن مبرّرٍ للعقوبة؟ «إذا منحك الله الرفق واللين، فقد مُنحت كلَّ شيء».. عبارةٌ تختصر حياة القاضي الراحل فرانك كابريو، الذي جعل من العدالة وجهًا إنسانيًّا يليق بالبشر. لقد عاش الرجلُ عمره كلَّه يُعامل الناس بما يليق بإنسانيّتهم؛ لم يكن خطيبًا يعظ من فوق المنابر، بل قاضيًا يرى في كل متهم حكايةً تستحق أن تُسمع قبل أن تُدان. ابحث عن اسمه على «جوجل»، وستجد صورته تتصدّر النتائج بوصفه «أفضل قاضٍ في العالم»، يتابعه أكثر من 26 مليون شخص عبر منصّاته على مواقع التواصل، وقد حصدت مقاطع جلساته أكثر من 10 مليارات مشاهدة حول العالم. الكاتب الصحفي فاروق الدسوقي المُدهش أنّ إنسانيته عبرت القارات من أمريكا إلى الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا وأوروبا، وا...

فاروق الدسوقي يكتب: تيمور تيمور.. العدسة التي خلدت أجمل لقطة

صورة
أحيانًا يترك الفنان وراءه مئات المشاهد التي خطّها بموهبته، لكن القدر يصرّ على أن يكتب له مشهده الأخير بنفسه، ب لا كاميرا أو نص أو أضواء، ليظل الحدث الأكثر صدقًا وخلودًا.. بطولة صامتة لا تُعرض على الشاشة، لكنها تُحفر في الذاكرة إلى الأبد. لم يكن الفنان «تيمور تيمور»، مدير التصوير الراحل، يعلم أنه واحدٌ من هؤلاء الذين اختارهم القدر لتقديم أعظم الأمثلة في التضحية والوفاء. لم يعرف أنه سيصبح بطلًا لقصة جديدة نرويها لأطفالنا عن «أب عظيم» اختار ألا يترك يد طفله، حتى لو كلفه ذلك حياته. لم يدرك أن أجمل لقطة يصوِّرها في حياته كلها، لن تكون من خلف الكاميرا، بل من أمامها، وهو يصارع الأمواج محاولًا إنقاذ ابنه من الغرق. الكاتب الصحفي فاروق الدسوقي في كل فيلم أو عمل فني، كان «تيمور» يطارد الضوء في كل مكان، يبحث عن «كادر» يبدو صادقًا، يحبس أنفاسه وراء آلة التصوير، يراقب، يلتقط، ويخلِّد كل شيء مختلف. بالأمس، دون أن يعلم أنها لحظاته الأخيرة، وقف «تيمور» يصنع آخر مشاهده، دون كاميرا «لأول مرة»، فكانت عيناه هما العدسة، وقلبه هو الفيلم. كانت السماء صافية فوق رأس الحكمة، وشمس أغسطس تُلقي بوهجها على مياه البح...

فاروق الدسوقي يكتب: المستشار ممدوح وحيد.. صرامة العدل ودفء القلب

صورة
لم يكن بوسعنا أن نلتقي بعدما تولى الرجل منصبه الجديد في النيابة العامة عام 2010، لانشغاله بالتحقيق في العديد من القضايا المهمة، التي شغلت حينها الرأي العام لشهور طويلة، قرر التركيز على العمل عليها في سرية تامة، حفاظًا على سير التحقيقات فيها، لم يشغله سوى البحث عن الحقيقة، وتقديم أدلة اتهام مؤكدة ضد المتهمين وتقديمهم للمحاكمة، أو إثبات براءة بريء وحفظ القضية . في يناير 2010، شغل المستشار الجليل ممدوح وحيد منصب المحامي العام الأول لنيابات وسط القاهرة، كان يعمل وفق قواعد صارمة وضوابط ثابتة، يبحث عن الحقيقة التي لا يمكن تجاوزها أو العدول عنها، فمهما كثرت محاولاتك للحصول على معلومة أو تفاصيل أي قضية تتبع إدارته، فلن تجد إلا عبارة واحدة يرددها كل العاملين:  صعب جدًا معلومة تطلع من النيابة، المحامي العام مانع خروج أي تفاصيل إلى الصحافة. الكاتب الصحفي فاروق الدسوقي وفي يناير عام 2010، كنت قد بدأت في نشر تفاصيل القضية المعروفة إعلاميًا بـ«نائب القمار»، تلك التي اتهمت فيها النيابة العامة عضو مجلس شعب وصديقه، صاحب شركة اتصالات، بممارسة القمار داخل كازينو أحد فنادق القاهرة، كانت تلك القضية ...

فاروق الدسوقي يكتب: عندما أيقظنا حب الوطن.. سقط قناع «الإخوان»

صورة
عندما ترى فيلم Inception ، يتوقف نظرك عند أبرز ما يُقال في كل مشاهده: إن أخطر فكرة هي التي تؤمن بها دون أن تدري أنها زُرعت فيك. عالمٌ معقّد من الأحلام داخل الأحلام، هكذا تدور أحداث الفيلم، ويُكلَّف البطل بزرع فكرة في عقل شخصٍ ما دون أن يدرك أنها ليست فكرته، يقود «دوم كوب» اللصّ المحترف، فريقًا متخصصًا في سرقة الأفكار والمعلومات والأسرار من عقول الآخرين من داخل أحلامهم.. لكن هذه المرة، يُطلب منه عكس العملية، فبدلًا من أن يسرق فكرة، عليه أن يزرع أخرى داخل عقل وريث شركة عملاقة، «روبرت فيشر»، تجعله يفكك إمبراطورية والده. الكاتب الصحفي فاروق الدسوقي في الفيلم، ينجح المخرج الشهير كريستوفر نولان في تحقيق فكرته الفلسفية حول: متى تكون الفكرة خطيرة؟ ويقول إن ذلك يحدث حين تنمو بداخلك وتظن أنك من ابتدعها. في واقعنا، نجحت جماعة الإخوان الإرهابية في غسل الأدمغة، وزرع التطرف، وغرس الهوية الزائفة. لم تكن تسعى فقط إلى السيطرة على الحكم، بل على الحُلم ذاته.. أن تعيد برمجة وعيك، لا اختطاف جسدك.. حاولوا أن يُبقونا نيامًا، وكان هدفهم بسيطًا وخطيرًا: أن ننام.. وألا نستيقظ أبدًا. تمامًا كما في الفيلم، أراد م...

فاروق الدسوقي يكتب: تل أبيب «ساحة جهاد».. كيف وصلنا إلى هذا العبث الإخوانجي؟

صورة
تنويه: ما ستقرأه ليس مشهدا من أفلام يوسف شاهين، التي كثيرا ما أثارت الجدل، ولا صفحة من روايات هربرت جورج ويلز الخيالية، بل هو مشهد حقيقي من واقع أكثر عبثا من الحلم، وأكثر مرارة من الكابوس. الزمان: 31 يوليو 2025. المكان: تل أبيب - أمام السفارة المصرية. الحدث: جماعة الإخوان تتظاهر ضد القاهرة. الشعارات: «الله أكبر.. الموت لمصر!». العَلم المرفوع: إسرائيلي. الكاتب الصحفي فاروق الدسوقي وقفت أمام هذا المشهد كأن الزمن توقف.. لم أصرخ، لم أناقش، لم ألعن.. فقط، تمتمت - في داخلي - كمن وجد نفسه في كابوس بلا نهاية: «أنا مش فاهم حاجة!».. كيف أصبحت قاهرة النيل والأزهر والشهداء «عدوًا»؟.. وتل أبيب قلب الاحتلال «ساحة جهاد»؟. من رسم هذا المشهد المشوه؟ من كتب هذا السيناريو الذي يجعل العدو حليفا، والوطن خيانة، والموت لمصر عبادة؟.. أنا مجرد مواطن مصري، لا أملك إلا السؤال: «كيف وصلنا إلى هنا»؟. في زاوية مسجد مهجور من الوجدان، تحت إضاءة خافتة، يجلس طفل في صمت، عيناه معلقتان بشيخ يتحدث بشغف، لم تكن البداية انفجارا ولا تحريضا، كانت جملة خبيثة: «وما الوطن إلا حفنة تراب عفن». لم يُطلب من الصغير القتل، بل زُرع فيه...