فاروق الدسوقي يكتب: من أجل مشروع وطني لتوثيق حرب أكتوبر
كل عام، في السادس من أكتوبر، تتردد الأغاني نفسها، تعاد المشاهد ذاتها، تستدعى وجوه الأبطال من بين الأرشيف، كما لو كنا نستحضر ذكرى بعيدة لا نعيشها . نعم، نحتفل بالعبور العظيم، لكن شيئا ما يتسلل من بين أيدينا في كل مرة، شيء لا يرى، لكنه جوهر الحكاية كلها: المعنى . فالاحتفال وحده لا يكفي، لأنه ليس تاريخا عابرا في التقويم، ولا حدثا في نشرة الأخبار، وإنما معرفة يجب أن تورث، وسرد يجب أن يذكر كما كان، لا كما اختزلته الصور والأغاني والأفلام . الكاتب الصحفي فاروق الدسوقي إن مرور الزمن لا يمحو الأحداث فقط، لكن تبهت دلالتها في الوجدان، حتى تصبح الحرب في عيون الأجيال الجديدة مجرد أغنية حماسية أو مشهد في فيلم قديم . ومع هذا التلاشي البطيء للمغزى، يتجلى نداء الكاتب الصحفي مصطفى عمار، رئيس تحرير جريدة الوطن، كصرخة في زمن السرعة والسهو: «نحتاج إلى مشروع إعلامي ضخم لجمع وثائق حرب أكتوبر، لتتاح للأجيال المقبلة، لا أن نكتفي بإحياء الذكرى». قد تبدو الدعوة بسيطة في ظاهرها، لكنها في جوهرها تمس ما نفتقده حقا: أن نمتلك سرد سيرتنا بأيدينا نحن المصريين . فالمبادرة التي يقترحها «عمار» ليست موقعا إلكترونيا أ...