«مصعد الموت».. وأمنية أخيرة قبل الرحيل!

الساعة السابعة صباحا.. عدت إلى المنزل ارتديت معطفا قديما لأشعر بالدفء في برد الشتاء التاسعة صباحا.. وصلت إلى مقر عملي في منطقة الجيزة مبنى قديم تابع لإحدى الهيئات الحكومية، المصعد معطل دائما، لا أحد يستجيب من موظفي الصيانة، يقولون إنهم فعلوا كل ما بوسعهم لإصلاحه، وأنه لا فائدة من صيانته. كانت هنا قبل سنوات، تستأذن للوصول إلى مكتبي في الطابق السادس، رائحتها تبعث من طرقات المبنى الضيقة، صوت حديثها مع موظفي الاستقبال لا يزال يرن في أذني، ضحكاتها، لمسة يديها، ابتسامتها، أحمر الشفاه الذي يزين شفتيها. لا.. سأتوقف عن التفكير فيها، قد أسعى للحصول على إجازة طويلة، أو أقدم استقالتي حتى لا أعود إلى ذلك المبنى. المصعد، عالقا، ولكني مضطر لانتظاره، موظفون في الهيئة يروون أن البعض «سُجن» داخله لمدة تزيد عن ساعة العام الماضي، ولكن معاناة الصعود على سلم المبنى تجعلهم يلجأون إليه في النهاية. سأنتظر دقائق ربما يعود المصعد للعمل كعادته، يقول البعض: إن عفريتا يسكنه في ذلك التوقيت كل يوم، يجعله يتوقف عن العمل، ثم يعود في التاسعة والنصف صباحا إل...