improve alexa rank «رصيف الرحمة».. ماذا يفعل كل هؤلاء الموتى في سريري؟ -->
ومن الحب ما قتل ومن الحب ما قتل

recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

«رصيف الرحمة».. ماذا يفعل كل هؤلاء الموتى في سريري؟


­­­وصلت إلى المنزل في ساعة متأخرة من الليل..

لا أحب العودة إليه مبكرا..

دائما أحاول الهروب من ذلك المكان الضيق الذي يذكرني بها.. كانت هنا، تتحدث إلى.. أداعبها، أنظر إليها «خلسة»، أراقب حركاتها، نظراتها، صوتها الذي أحبه، أتحسس جسدها كلما اقتربت مني.




لا شيء يدعوني للمكوث في تلك الغرفة، إلا النوم.

النوم!

لقد ذهب هو الآخر معها، ولم يعد لوجودي في تلك الغرفة أي سبب، ربما يعود قريبا بعد الالتزام بالدواء الذي وصفه الطبيب النفسي، والتمارين التي أمارسها في عيادة الدكتورة «نانسي».

ماذا سأفعل في تلك الغرفة حتى الصباح؟ 

قد يكون الوقت مناسبا لكتابة الخطاب الذي طلبته «نانسي»..

لا.. سأحاول النوم مرة أخرى، بالأمس نجحت في النوم لعدة دقائق، ولكني استيقظت منزعجا بعدما شاهدت «موتى» ينامون بجواري فوق السرير.

ماذا يفعل كل هؤلاء الموتى في سريري؟

سأترك لهم الغرفة كلها، وأذهب إلى «رصيف الرحمة»، على بعد أمتار من المنزل، يقع ذلك الرصيف الذي أطلقت عليه فيما بعد اسم رصيف الرحمة.

في أحد الأيام، شعرت بضيق شديد، نزلت إلى الشارع، أبحث عن الطمأنينة، والسعادة، وفي الطريق، فررت إلى الظلام، جلست هناك في التقاطع بين شارعين، كان الرصيف هادئا، لم يشأ أن يسألني عن سبب وجودي في ذلك الوقت المتأخر من الليل، وفي الصباح، شكرته على حسن استضافته، وانصرفت.

في اليوم التالي، كنت هناك في نفس التوقيت، ولكن هذه المرة، قررت التحدث إليه، قلت: لا أعتقد أنني قد جننت!، ولكني أعلم أنك تشعر بي، أطلقت عليك رصيف الرحمة، ربما لأنك الشخص الوحيد الذي لا يلومني على أفعال لم أقصدها، لا يوبخني بسبب أو غير سبب، فقط تنصت لي جيدا، وتقدم لي هدوء لم يقدمه أحدا مثلك من قبل.

عزيزي رصيف الرحمة، أعلم أنك تشعر بي، وتفهم حديثي معك، على الأقل تدرك أنك الشخص الوحيد في هذا العالم الذي لم يخذلن، لذلك أشعر بالراحة هنا معك، رغم كل هذا الظلام الذي يحيط بنا.

أسمعك جيدا.. نعم، صرنا أصدقاء، لا أتصور اليوم الذي لا أجلس فيه معك، عندما أغيب، ترسل لي رسائل عبر عقلي الباطن، أتذكر موعدنا، أفتقدك في تلك الليالي التي لا أستطيع لقاءك فيها.

صديقي العزيز.. تحمل داخلك قلبا، إذا ما بحثت عنه في ملايين البشر، لن أجده.

سأذهب إلى العمل الآن، وربما أعود إليك في المساء.. إلى لقاء قريب.































عن الكاتب
فاروق الدسوقي صحفي


ModyTech

جميع الحقوق محفوظة لـ

ومن الحب ما قتل

2019