improve alexa rank «مصعد الموت».. وأمنية أخيرة قبل الرحيل! -->
ومن الحب ما قتل ومن الحب ما قتل

recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

«مصعد الموت».. وأمنية أخيرة قبل الرحيل!

الساعة السابعة صباحا..

عدت إلى المنزل 

ارتديت معطفا قديما لأشعر بالدفء في برد الشتاء

التاسعة صباحا..

وصلت إلى مقر عملي في منطقة الجيزة 

مبنى قديم تابع لإحدى الهيئات الحكومية، المصعد معطل دائما، لا أحد يستجيب من موظفي الصيانة، يقولون إنهم فعلوا كل ما بوسعهم لإصلاحه، وأنه لا فائدة من صيانته.





كانت هنا قبل سنوات، تستأذن للوصول إلى مكتبي في الطابق السادس، رائحتها تبعث من طرقات المبنى الضيقة، صوت حديثها مع موظفي الاستقبال لا يزال يرن في أذني، ضحكاتها، لمسة يديها، ابتسامتها، أحمر الشفاه الذي يزين شفتيها.
لا.. سأتوقف عن التفكير فيها، قد أسعى للحصول على إجازة طويلة، أو أقدم استقالتي حتى لا أعود إلى ذلك المبنى.
المصعد، عالقا، ولكني مضطر لانتظاره، موظفون في الهيئة يروون أن البعض «سُجن» داخله لمدة تزيد عن ساعة العام الماضي، ولكن معاناة الصعود على سلم المبنى تجعلهم يلجأون إليه في النهاية.
سأنتظر دقائق ربما يعود المصعد للعمل كعادته، يقول البعض: إن عفريتا يسكنه في ذلك التوقيت كل يوم، يجعله يتوقف عن العمل، ثم يعود في التاسعة والنصف صباحا إلى العمل دون تدخل من أحد.
10 دقائق أخرى لن تضر العمل في شيء، ها هو يعود، أنوار مفاتيحه تضيء كما لو كانت مستيقظة للتو من نوم عميق، انطلق بنا المصعد إلى أعلى، وبين الطابقين الخامس والسادس، توقف فجأة.. وانطفأت الأنوار مرة ثانية.
ماذا حدث؟!
«تعطل المصعد بين الطابقين، لا هواء ولا إضاءة».
ماذا سنفعل؟ 
ربما علينا الانتظار لدقائق..
لا شيء يحدث، بدأ القلق يتسرب إلينا رويدا رويدا، وزاد شعورنا بنقص الهواء، بالكاد نتنفس، يتصبب العرق فوق جبيننا، نتحدث عن الموت كأنه يقترب من حصاد أرواحنا جميعا.
لا أدري لماذا جاءت إلى رأسي ثانية، أمسكت بهاتفي المحمول، بحثت عن الرقم، انتظرت، ودار في ذهني أسئلة عدة: ماذا سأقول لها في آخر مكالمة؟!.
قد تستغرق المكالمة دقيقة أو دقيقتين، أو ثلاث.. وقد تخرج روحي من جسدي في لحظات، ولا أستطيع الحديث إليها.
دعوت الله، أن يمهلني لدقائق للحديث معها، وتحقيق تلك الأمنية الأخيرة قبل الرحيل!.. نعم أمنية وحيدة وأخيرة قبل الموت الذي صار وشيكا بسبب نقص الهواء واحتجازنا بين طابقين، ولا نعرف هل ستصعد روحنا أم سيصعد الأسانسير!.
أصوات عمال المبنى تتصاعد من أعلاه وأسفله، بصيص أمل يراودنا، هناك من يحاول إنقاذنا، علينا الصمود حتى يتمكن من إخراجنا من هذا المكان الملعون، أنوار المصعد تعود إلى العمل، يتحرك إلى الأعلى، يستقر في الطابق السادس، يفتح باب المصعد ونخرج جميعا.. بعد أن ترك كل منا أمنية أخيرة وموت مؤجل داخل المصعد.












عن الكاتب
فاروق الدسوقي صحفي


ModyTech

جميع الحقوق محفوظة لـ

ومن الحب ما قتل

2019