improve alexa rank «كلنا بابا يا إسراء» -->
ومن الحب ما قتل ومن الحب ما قتل

recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

«كلنا بابا يا إسراء»

ألو.. الحقنى يا بابا.. أنا محتجاك أوى
«مالك يا بنتى، ليه بتبكى، انتى فين؟ وإيه اللى حصل لك؟»
ضربونى يا بابا وسرقوا موبايلى، وبكلمك من تليفون بنت زميلتى
«مين دول اللى ضربوكى، وسرقوا تليفونك، وإنتى فين لحد الساعة 1 الصبح؟ احكيلى إيه اللى حصل؟»
بعد ما نزلت من البيت الصبح بدرى، رحت أغطى انتخابات نقابة الصيادلة، مع زمايلى من الجرايد التانية، علشان أكتب خبر للجورنال اللى بتحب تشوف اسمك فيه، وهناك يا بابا، الأمن الإدارى بتاع «محيى عبيد» ضربونا وكسروا الكاميرات، وسرقوا التليفونات بتاعتنا، واحتجزونا جوه النقابة.
«مين محيى عبيد ده يا بنتى؟»
ده نقيب الصيادلة، وهو اللى أمرهم يعتدوا علينا يا بابا
«ده لا يمكن يكون نقيب للصيادلة يا بنتى، ده (.....) ولازم يتعاقب».
أيوة، ما أنا وزمايلى اللى اتصابوا رحنا عملنا محضر فى القسم، واحنا فى النيابة دلوقت بيسمعوا أقوالنا.. خايفة حقى يضيع يا بابا
«متخافيش يا بنتى، إوعى تخافى طول ما أنا موجود»
انت فين يا بابا؟
«أنا حواليكى فى كل مكان، يا إسراء، أنا محمود مسلم، رئيس التحرير، أنا محمود الكردوسى، رئيس التحرير التنفيذى، أنا محمد البرغوثى، مدير التحرير، أنا عبدالمحسن سلامة، نقيب الصحفيين، أنا جمال عبدالرحيم، وكيل نقابة الصحفيين، أنا محمد سعد عبدالحفيظ، وعمرو بدر، ومحمود كامل، أعضاء مجلس نقابة الصحفيين، أنا كل صحفيى الوطن، والمصرى اليوم، واليوم السابع، وحقك انتى وزمايلك هيرجع يا إسراء، هيرجع يا بنتى».
إلى هنا، انتهت مكالمة الزميلة إسراء سليمان، الصحفية فى جريدة الوطن، التى كانت تتمنى أن تجريها مع والدها، الذى توفى، وهى طفلة صغيرة، ليتركها بيننا «أمانة»، لتنهى دراستها الجامعية، وتبدأ بالعمل فى مهنة الصحافة التى تميزت فيها باحترامها وحبها لعملها ومحبة زملائها وتقديرهم لها.
وندرك جميعاً أنه لا بد أن تكون مرّت على «إسراء» تلك اللحظة التى شعرت فيها باحتياجها إلى والدها، رحمه الله، السند الذى يحمى من المخاطر، والضهر الذى يحمل عنها المتاعب، والحضن الذى تحتمى داخله، واليد التى تعاقب كل من يحاول إيذاءها، ونعلم أنه لا يوجد شخص فى هذا العالم يمكن أن يصبح بديلاً لوالدها، ولكن ما الذى يمنعنا من المحاولة: «كلنا بابا يا إسراء».
* «إسراء».. إنتى فوق راسنا كلنا، وحقك هيرجع، وعد.
عن الكاتب
فاروق الدسوقي صحفي


ModyTech

جميع الحقوق محفوظة لـ

ومن الحب ما قتل

2019